languageFrançais

تشريعية 2022: هذه الألوان السياسية لخارطة الترشحات المعلنة

من المنتظر أن تعلن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في غضون يوم الثاني من نوفمبر القادم عن قائمة المقبولين أوليا للمنافسة في انتخابات مجلس نواب الشعب المقررة يوم 17 ديسمبر المقبل على 161 مقعدا برلمانيا من بين 1427 مترشحا بينهم 214 امرأة.

والترشحات المعلنة حتى الآن للمشاركة في هذه المحطة الانتخابية، في اغلبها من نشطاء الأحزاب والتنسيقيات المساندة لمسار 25 جويلية أو التنسيقيات التي تشكلت في ما يعرف بالحملة التفسيرية، وهو المصطلح الذي استعملته وسائل الإعلام للتعريف بمفسري البرنامج الانتخابي للمترشح للانتخابات الرئاسية قيس سعيد الذي انتخب عام 2019 رئيسا للبلاد.

وفي الوقت الذي أعلنت فيه عديد قيادات الأحزاب البرلمانية السابقة أو غير البرلمانية عن قرارها عدم المشاركة في انتخابات ديسمبر المقبل التي تجري وفق مقتضيات مرسوم انتخابي جديد كرس مبدأ الاقتراع على الأفراد، ودستور جديد كرس النظام الرئاسي وحيّد البرلمان عن المشاركة في اختيار رئيس الحكومة أو تركيبتها، فإن أغلبية الترشحات تميل تقريبا إلى لون سياسي واحد، وهو المساندة لمسار 25 جويلية أو قريبة منه.

وحسب المعطيات المتوفرة فقد أودع كل من فوزي الدعاس رئيس حملة قيس سعيد الانتخابية لرئاسيات 2019 وعوض حملته التفسيرية، واحمد شفطر عضو الحملة التفسيرية للرئيس، عن ترشحهم للانتخابات التشريعية المقبلة.

كما أعلن عميد المحامين السابق ابراهيم بودربالة ترشحه لانتخابات مجلس نواب الشعب المقبل في إطار المبادرة الجديدة التي أعلن عنها "وينتصر الشعب" والتي تضم عددا من السياسيين والنقابيين وناشطين في المجتمع المدني والمثقفين.

وكان بودربالة قد عينه رئيس الجمهورية قيس سعيد رئيسا للجنة الاستشارية للشؤون الاقتصادية والاجتماعية في إطار الحوار حول الدستور الجديد للبلاد، وترك رئيس الجمهورية نتاج أعمالها وأعمال الهيئة الوطنية الاستشارية لإعداد دستور "الجمهورية الجديدة" التي ترأسها ونسق أعمالها العميد السابق الصادق بلعيد جانبا وأعلن دستورا جديدا صاغه منفردا وعرضه على الاستفتاء الشعبي في 25 جويلية الماضي، الذي اقره وأصبحت أحكامه سارية في تونس منذ 17 اوت 2022.

وفي الوقت الذي أعلن فيه عدد من ابرز الوجوه والقيادات السياسية للأحزاب المساندة لمسار 25 جويلية نيتها عدم الترشح لعضوية مجلس نواب الشعب الجديد على غرار أمين عام حزب حركة الشعب زهير المغزاوي والناشط السياسي وعضو مجلس نواب الشعب المنحل منجي الرحوي والناشطة السياسية مباركة عوانية البراهمي وأمين عام حركة تونس إلى الأمام عبيد البريكي وغيرهم، فإن قيادات حزبية أخرى مساندة لـ 25 جويلية أعلنت ترشحها لعضوية مجلس نواب الشعب المقبل على غرار رئيس حزب التحالف من اجل تونس سرحان الناصري، وبدر الدين القمودي القيادي في حركة الشعب ورئيس لجنة مكافحة الفساد في مجلس نواب الشعب المنحل، والنائب السابق عن حركة الشعب حاتم البوبكري..

كما أعلنت بعض الأسماء الأخرى "الرافضة لعودة مسار ما قبل 25 جويلية" ترشحها لعضوية مجلس نواب الشعب الجديد وفق مقتضيات الدستور والمرسوم الانتخابي الجديدين، على غرار النائب السابق ببرلمان 2014 – 2019 فاطمة المسدي، والنائب المؤسس في المجلس الوطني التأسيسي ورئيس المكتب السياسي لحزب "حراك 25 جويلية" عبد الرزاق الخلولي ورئيس المكتب السياسي للحزب محمود بن مبروك.

كما أعلن بعض النشطاء على غرار المحامي منير بن صالحة، والكوميدي صابر الهذيلي المعروف باسم "النقار"، والممثل والمخرج عاطف بن حسين، والرئيسة السابقة لنادي الاولمبي للنقل سيرين مرابط.. عن نيتهم الترشح للانتخابات التشريعية.

ويرى مراقبون ان الخارطة السياسية للترشحات المعلنة حتى الآن لعضوية مجلس نواب الشعب المقبل تميل في اغلبها إلى لون سياسي واحد مساند لمسار 25 جويلية الذي مضى فيه رئيس الجمهورية قيس سعيد في 25 جويلية 2021 بقراره تجميد البرلمان ثم حله لاحقا وإعلان دستور جديد للبلاد كرس النظام الرئاسي وقطع مع النظام البرلماني الذي ساد البلاد منذ 2014 إلى حدود جويلية 2021.

 

*الحبيب وذان

share